الأربعاء، 24 فبراير 2010

حاجات تخنق

كنت قد قررت احتراف الصمت بدلا من كلام لا طائل منه
لكني لم أعد احتمل الابتعاد هذه المرة
فقلبي مثقل وعقلي يحترق ولساني يصرخ
وأصابعي تطمح في التخلص من كل تلك الأعباء

لم يعرف عني أحد من قبل بأني حقوقية أو ناشطة في أي من المجالات بشكل خاص
لكن من يعرفني جيدا يعرف دفاعي المستميت عن حق كل كائن حي في حياته وحريته وكافة الأساسيات التي تكفل له أن يحمل لقب " كائن حي "

لم أعمل من قبل في مجال الدفاع عن حقوق المرأة.. وأجد أن كافة حقوق المرأة محفوظة ومكفولة بموجب القانون والدستور واحترام الشرقي لمنزلة الام والأخت والزوجة
ربما تكونت لدي هذه الفكرة نظرا لطبيعة الحياة التي عشتها والتي لم أجد اي تفرقة فى المعاملة بيني وبين الذكور من اخوتي

كان هذا الاعتقاد راسخا لدي لفترة طويلة حتى بدات بالاختلاط بالشارع المصري بشكل اكثر تعمقا
وهناك وجدت ماحطم اعتقاداتي ونظرياتي بشكل كبير
لازلت اجد حتى الآن الانثى الأمية التي لم يتجاوز عمرها الثلاثين
لازلت اجد الانثى المعنفة من ذكور عائلتها - أبا كان أو اخا أو زوجا-
لازلت أرى الخانعات المستكينات الراضيات بالذل والمهانة وعقد نقل الملكية من سلطة الأب لسلطة الزوج
سواء لاعتقادها بقلة الحيلة أو للتأثر ببعض الافكار ذات المسحة الدينية
ويوما بعد يوم أرى تلك المظاهر أمامي في ازدياد صارخ.. بمباركة من النساء ذاتهن
واكتشفت ان اكبر عدو للمرأة هي المرأة ذاتها
هي من استكانت واستسلمت وفرطت بحقها
هي التي سمحت للانفعالية والسفه بالتحكم بعقلها
هي من حاكمت الانثى الاخرى بقسوة على ذنوب سببها المجتمع وكانت هي ضحيتها
أخبروني بالله عليكم.. حينما تتعرض انثى للتحرش باي من أشكاله فى الشارع.. من اول من يسلخها بالسنة حداد معنفا إياها على ذنب لا يد لها فيه؟؟ أليست أنثى اخرى؟؟
حينما تتاخر الزوجة في الحمل والانجاب.. من أول من يرى أنها معيوبه ولابد من استبدالها كقطعة غيار عديمة القيمة؟؟.. أليست أنثى اخرى؟؟
من أين تأتي النميمة والهمز واللمز والطعن فى الشرف؟؟ أليست الانثى ذاتها وقد وضعت نفسها داخل عباءة القاضي والجلاد.. والإله احيانا
وتنسى تماما أنها عارية أمام حوائط البلور

كلها أمور مفروغ منها وقد رسخ في ذهني ايضا أن الأذى يطال الحي والميت

لكن ماذا لو استشرت النيران داخل الاسرة ذاتها، وصار الأهل هم أقسى القضاة والجلادين خوفا من الآخرين!!!!!
هنا اسمحوا لي بوضع ألف علامة تعجب واستفهام
قديما قال أحد الفلاسفة - ولا يحضرني اسمه الآن - " الجحيم هم الآخرون"
لكني أرى ان الآخرين هم الشرارة.. والبنزين بداخلنا نحن
لماذا نسمح للآخرين بالتدخل في شئوننا والحكم على افعالنا التي نعلم جيدا بأنها الصواب؟؟
لماذا نخاف ونحن على حق؟
أتحسر كثيرا على حال الفكر المستنير حينما تغطيه عباءة الخوف من الآخر
حينها تغدو الأفكار والأفعال من بعدها مترددة حمقاء تشي بانفصام حاد فى الشخصية وتطرف يتجه بالفرد يمينا أو يسارا

يثار السؤال في مثل تلك الاحوال: إذن ما العمل؟؟
هل الخضوع للمتعارف عليه والتاثر بثقافة القطيع هو الحل؟؟
هل التلاعب بالوجوه تحت مسمى المرونة وتسيير الحال هو الحل؟؟
هل الصلابة والثبات كصخرة وسط شلال الماء هو الحل؟؟
أم هي السباحة ضد التيار وكفى؟