السبت، 13 مايو 2017

جبر الخواطر

في يوم دكتور في الجامعة حكالنا ازاي انه اتحاور مع واحد ملحد عشان بيبنله أهمية الايمان بوجود إله، قاله تخيل انك قاعد في بيتك.. وجه واحد دخل عليك ومسكك طردك بره البيت ورماك في التلج وانت مش قادر عليه ومحدش من الناس قادر عليه هاتعمل ايه ساعتها؟
الراجل قاله انا ممكن اموت من الغيظ
ساعتها الدكتور قاله احنا مؤمنين ان فيه حساب بعى الموت وان هاييجي يوم وفيه حد اقوى من كل البشر هياخدلنا حقنا من اللى ظلمونا..

بغض النظر عن صحة الموقف من عدمه.. وهل الكلام ده حصل فعلا ولا لأ
القصة لفتت نظري لنقطة مهمة
الناس مؤمنة بقوى عليا بيعتمدو عليها عشان يستحملو ضعفهم
الناس مؤمنة بانها لو اتمرمطت في الدنيا واتداس على كرامتها فامعلش فيه اخرة وفيه جنة وهاتعوضنا عن كل اللي شفناه
فيه ناس حياتها مؤجلة.. وأحلامها مدفونة.. ومش عارفه تعيش.. وبتصبر نفسها بوعود الثواب المؤجل والنعيم اللى هايعوضهم عن كل الشقاء
وبكده فيه شريحة من الناس رضيت وهمدت وسكتت على كده .. ما استفادتش من وجوها على قيد الحياة ولا حد استفاد منهم
زي ماراحو زي ما جم.. لفوا شوية في ساقية الدنيا واتبهدلو وانداست كرامتهم وسكتو عشان مستنيين القوى العليا تتدخل وتحل مشاكلهم
ويبتدي الاسقاط على أي حاجة بقى
حصول المصيبة ليك امتحان ولعدوك عقاب سماوي
تتسبب فى المصيبة او تقعد مستنيها وتقول قضاء وقدر
بيفكرنى ده بموقف من كام سنة.. اشتريت جزمة من محل شعبي وتاني يوم الكعب بتاعها اتخلع
رحت للبياع أشتكيله اللى حصل قالي بالنص: يافندم دي قدريات.. نصيبها كده ودي إرادة ربنا
يعني لو ماشية فى الشارع وكبس الفلوس بتاعك وقع منك مش دا هايبقى قدرك وقسمة ونصيب؟
قلتله: لأ دا يبقى اسمه اهمال مني وانا مسئولة عنه زي ما انت مسئول عن بضاعتك وانا حقي كمستهلك اني ألاقي خدمة بتمن الفلوس اللى دفعتها
تقريبا كلمة حقى كمستهلك دي حسسته انى تبع التموين ولا حاجة وساعتها بس اخد الجزمة وصلحها على حسابه حاجة كده زي الفل.
كان غايظني منه فكرة انه يربط القدر والنصيب والايمان والرضى بعيب هو المسئول عنه والمتسبب فيه.. وأكيد لو جت البلدية وشالت المحل بتاعه عشان مخالف ومش مترخص مش هايقول قدر ونصيب .. دا هايسب ويلعن للصبح
ولو عنده ظهر او واسطة هايستخدمها فورا.. إلا لو كان راجل مكسور بقى ساعتها هايقول.. ربنا يعوضني في الآخرة.. وجبر الخواطر عليك يا رب.

الشخصية المصرية مليانه تناقضات .. ومنها بنشوف العجب.