2019

وأنا على أعتاب نهاية سنة ٢٠١٩ حابه أحتفل بذكراها عشان بعد سنة أرجع للبوست ده وأفتكر أنا عملت فيها ايه وعملت بعدها ايه

في ٢٠١٩ حصلت تحديات كتير وف نفس الوقت حسيت بلطف ربنا وكرمه الواسع عليا

نظرتي للدنيا اختلفت ونظرتي للناس كمان

ناس قربت منها قلوبها طيبة وناس toxic بكل معنى للكلمة قدرت أنزعها من حياتي تماما

انجازاتي بقت في level مختلف تماما.. واكتشفت في نفسي طاقات وقدرات ماكنتش أتخيل وجودها

لأول مرة أقدر أحد الأولويات وايه هو المهم في الحياة.. أو زي ما ماما أودي كانت بتقول في فيلم The Princess and the Frog.  ماتدوريش على اللي انتي عايزاه ودوري على اللي انتي محتاجاه

وجايز سنة ٢٠١٩ قدمتلي فرصة اني أفصل مابين الاتنين وأتعرف على اللي أنا محتاجاه بجد

بالنسبة لبعض الناس شافت ان ٢٠١٩ عطلتني في سباق الزمن.. بس نسيوا اني مش حصان سباق مهمته انه يجري وخلاص مطرح ما الجوكي يسوقه.. أنا برج الثور.. اللي بيتقدم بخطوات هادئة وبسيطة لكن دائما للأمام.. وعمره مايرجع لورا.. الاختلاف بس في اني كسرت الساقية اللي كنت بلف فيها وبتقدم بنفس الخطوات في دنيا واسعة مليانة بالاكتشافات والفرص

أنا سعيدة وبشكرك يا ٢٠١٩.. سعيدة بالدروس والهدايا على حد سواء.. شفت فيكي ألم وشفت إحباط ودموع أي نعم.. بس لما أبص للصورة الكاملة بلاقي ان كل حاجة في مكانها قوي.. وكل شيء وله أسباب.. وكل قرار كان في محله

شكرا لسنة ٢٠١٩.. وشكرا لكل حد جميل كان جنبي فيها.. شكرا لكل حد قرب ودعم وشكرا لكل حد بعد وكف الأذى

شكرا اني شفت قلوب ناس كتير مش بس وشوشها.. شكرا لكل الحب والدعم والتشجيع اللي غمروني في حياتي.. أنا في نعمة كبيرة والحمد لله.. حتى لو فيه ناس مش قادره تشوف ده

باي باي ٢٠١٩.. وأهلا ٢٠٢٠

Survival disorder

يعني ايه كلمة survival؟
معناها الصراع من أجل البقاء.. مش كده؟
غريزة معينة موجودة في الكائنات الحية عشان تضمن استمرارية الحياة وبقاء النوع والتوازن الطبيعي والكلام ده كله
طب هي الغريزة دي موجودة ليه؟ أقصد إيه لازمة بقاء أي حاجة أصلا؟
الأفلام بتتكلم عن الشرير اللي هيدمر الأرض وهينسف الكوكب ولازم نمنعه عشان البشرية؟
ليه يعني؟ لازمتها ايه
الأرض اتدمرت ولازم ننتقي أفضل العينات عشان إعادة إعمار كوكب جديد... اشمعنى؟؟
تاعبين نفسكو ليه
مادام كله هيموت في الاخر.. تاعبين نفسكو باللي مش هتشوفوه ولا هتعيشوه ليه؟
هتقول عشان الأجيال الجاية تعيش حياة أفضل.. وانت مالك ومال الأجيال الجاية؟ شاغل نفسك بناس مش هتشوفها ولا تعرفها ليه؟
هتقول عشان خايف على مستقبل أولادي.. طب وتخلفهم ليه اصلا؟
ساعتها هنرجع تاني لفكرة الغريزة
البرنامج اللي اتبرمجنا عليه وقت صناعتنا والمهمة اللي ادوهالنا في السيستم بتاعنا
هما مين؟؟.. اللي جابونا هنا
أيا كان المعتقد البشري اللي اتحط في وعي الانسان عن القوى اللي غرست الغريزة فيك.. المعتقد اللي هو تاني حاجة بتضمن عدم خروج الانسان عن التراك بتاعه وبتضمن انه يفضل in order وجزء من السيستم
طيب.. تخيل حد حصل عنده survival disorder ودا مصطلح معرفش هو موجود في العلم ولا لأ.. بس واحد معندهوش الدافع الحقيقي للحياة
واحد معندهوش معتقد ديني أو روحاني يفضل عايش بسببه
واحد غريزته اتعطلت.. وابتدى يسأل الأسئلة اللي طرحتها في الأول خالص
واحد مش فارقه معاه الأفكار الuniversal عن الاستمرارية والتطور وم الاخر doesn't give a shit
مايولع العالم على الانجازات على الsurvival.. منا هموت في الاخر يبقى لازمة المعارك اللي ف حياتنا دي ايه؟
ايه الحاجة اللي مخلياك مش قادر تقوم دلوقتي حالا وتنهي حياتك العبثية وتخلص من ال game اللي لقيت نفسك فيه دون إرادتك ولا حد أخد رأيك فيه من أساسه؟
أنا بصراحة عندي تلات أسباب رئيسية ومنطقية وحقيقية جدا
أولا انك خايف.. ميكانزم الsurvival عندك بيمنعك انك تاخد الخطوة دي عن طريق انه بيلعب في كيمياء جسمك فامتبقاش قادر تاخد الخطوة دي
تانيا انك مكسل.. اه والله العظيم
من كتر الاحساس بالعبثية وأنها مش فارقة أصلا ووجودك زي عدمه واليوم مالوش ملامح ما بتحاولش تتحرك من مكانك من الأساس عشان تعمل شيء مجهد ومرهق ومؤلم زي الانتحار.. مش عاوز أقوم دلوقتي.  مكسل.. مش عاوز أعاني ولا أتوجع... إلخ
الحاجة التالت.. وهي الروابط الحقيقية اللي بنعيش عشانها
انا مش هنتحر عشان فيه انسان بحق وحقيقي عايش معايا دلوقتي وبيحبني وهيتألم لو أنا اختفيت وانا بحبه عشان كده مش عايزاه يتألم
أنا هنتهي وهو هينتهي في يوم ما.. لكن احنا عايشين سوا دلوقتي وعاوزه الدفا اللي احنا فيه سوا دلوقتي يدوم ويستمر لأطول فترة ممكنة
مش هقدر اقول منا هموت فامش فارقه معايا هو هيحصله ايه.. منا مش هحس بحاجة
لأ.. الحب اللي جوايا بيمنعني
كنت هقول ان دي كمان غريزة.. الحب غريزة.. بس تفاوتها احنا اللي بنصنعه وبنكبره أو بنهدمه
اللي مش عايزه تنتحر عشان أولادها خايفه عليهم يعيشوا ازاي من غيرها.. واللي عايش أصلا عشان حاجة بيحبها.. هو ده المفتاح

لكن اللي مابيعرفش يحب ده.. معرفش ايه اللي معيشه لحد دلوقتي غير ال survival mechanism

عظمة..تأثير..خلود

أجيال كتيرة اتربت على فكرة مهمة؛ وهي ان الواحد لازم يعيش عشان يعمل حاجات عظيمة في حياة البشرية
ياخد عليها نوبل أو الأوسكار وسيرته تتخلد في كتب التاريخ ويدرسوها للأطفال في المدارس.
أعتقد ان الهدف من الفكر ده هو خلق تنافسية تطلع أحسن ما عند الواحد وتديله الطاقة انه يعمل أكتر.. بس في نفس الوقت بتضغط على أعصابه وبتحسسه بالإحباط والفشل لما يلاقي نفسه مش قادر يوصل للصورة المثالية دي وبيبتدي يكتئب وينتكس ويقول مهي مش فارقه بقى..
وممكن يدخل التاريخ من أوسع أبوابه برضه.. بس بسيرة منيلة ومدمرة أو دموية..
ساعتها محتاجين نفهم معنى "العظمة" و "التأثير" و"الخلود"
العظمة مش بالضرورة تكون بالأعمال الضخمة.. والتأثير ممكن يستمر طول حياة طفل ربنا رزقه بمدرس علمه صح وفضل شايل جميله ده طول العمر
ممكن تأثر على حياة انسان ساعدته بحاجة بسيطة وقت زنقته بس بالنسباله كانت كبيرة قوي
حد كان محتاج ودن تسمع.. أو طبطبة ف وقت حزن.. أو ابتسامة حلوة من وش طفل في يومك الحزين تنسيك همومك
الخلود في حياتك مش بأعمالك الجبارة.. غاندي خالد وكمان هتلر خالد..
لكن في حياتك الخلود ممكن يكون أبوك وأمك .. ناس وقفت جنبك.. أو حتى دعوة طيبة طالعه من قلب غريب ربنا حطه قدامك في ساعة استجابة

مش لازم تاخد نوبل.. لم شكر حقيقي ودعوات من القلب أهم
مش لازم تدخل التاريخ.. سيرتك الطيبة أهم

ولو مش قادر تعمل حاجة حلوة لحد.. على الأقل كف أذاك..

ربنا يجعلنا أسباب لبعض.. ويجعل خلودنا في الدنيا اننا عملنا حاجات طيبة لبعض

خربشات زمن

حسبي الله ونعم الوكيل
في كل إنسان شاف حد قريب منه محتاج
وعارف إنه محتاج.. وسابه محتاج

حسبي الله ونعم الوكيل
في كل واحد كسر قلب أو كسر نفس حد قريب منه وفاكر إنه عادي أو مش مهم مهو هينسى

مش هتكلم عن الغريب..مابقاش في البشر رفاهية التطلع لبره  الدايرة الضيقة بتاعتهم
بس أضعف الإيمان..على الأقل.. لو ممكن يعني
ماتسيبش قريب ليك محتاج

محتاج كلمة.. حضن.. طبطبة.. تشجيع
سؤال عن الحال وقت الزنقة حتى لو هيقول الحمد لله
بس مايحسش انه لوحده

ماتخلوش عيالكم يبصوا للي ف إيد غيرهم.. للي ف حياة غيرهم
ماتخلوهمش يحطوكم في مقارنات مع أهالي وهميين ماشافوش منهم غير الحلو

الزمن بينسي حاجات كتير.. لكن بيعلم جوانا بحاجات أكتر

ياريت الواحد يعرف ينسى انتقائيا كل اللي بيوجعه ونفسه ينساه
بس متهيألي كواليتي زي ده ماتلاقيهوش في العالم الأرضي

غرابة

حاسه وكأني نسيت شكل العالم كان عامل ازاي من سنتين فاتوا!
نسيت الدنيا شكلها ايه قبل 2011
مش متخيلة الفروق بين جيل الثمانينات والتسعينات باعتبار اني اتولدت في نص الأولاني وعشت كل التاني
هل فيه فرق - حقيقي- بينهم وبين دلوقتي؟
ممكن أقول فيه فرق في وسائل الرفاهية المتاحة دلوقتي عن زمان..  فرق في التواصل وفي اختلاف الافكار وشكل الثقافات
بس هل فيه فروق نفسية حقيقية؟
كل اللي فاكراه اني ماعشتش طفولة حقيقية مخلياني رافضه واقعي الحالي اني باتقدم في السن..  مش قادره أصدق فكرة اني عديت التلاتين وقربت من نثها كمان
مش قادره أصدق اني اتجوزت واني شايله مسئولية بيت دلوقتي..  أحيانا ببص في المراية وأستغرب من اللي واقفه قدامي بتبص عليا دي..  ملاحظة الشكل المتغير وبقارنه بشكلي اللي فاكراه..  وأقول هو انا طول عمري كان شكلي كده؟  أنا فعلا نسيت.
بشوف جيل من اللي بيتريقوا عليهم بمصطلح أندر ايج وأشوف أطفال صغيرين بس كبار قوي قوي..  يمكن أكبر مني أنا شخصيا..  وبتخيلهم هيعجزوا بدري قوي قوي..  وأبص على وشوش ممثلين كبروا وعجزوا بس لسه حاساهم شباب قوي ويمكن أطفال كمان..  حواليا ناس أصغر مني مش عارفه اتعامل معاهم ولا أبص في عيونهم من كتر ما شالوا من شرور الدنيا في عيونهم
كل ده حصل امتى؟  وكأني نمت او رحت في غيبوبة وصحيت لقيت الدنيا كده
ببص في العيلة بلاقي كم من البيبيهات اللي شلتهم في يوم ما على ايديا بيمتحنوا في مدارسهم دلوقتي..  انتوا كبرتوا امتى!!!  مش فاكره
حاسه اني انعزلت كتير جوا شرنقة نفسية الزمن فيها توقف تماما..  يمكن اللي بيحسسني بمرورها حاجة غريبة قوي: النكت القديمة بقى دمها تقيل قوي
والنكت الجديدة طعمها اختلف وأخدت كتير من مرارة الواقع..  تخيلوا حد يtrack الزمن بال sarcasm؟؟
أنا اتغيرت ومش عارفه بتغير ليه وازاي وامتى..  ومش عارفه حتى أقرر هل انا موافقه ولا معارضه التغير ده..  ولا حاسه بمجرد رهبة من مجهول بتوديني خطواتي ليه بدون ما أحسبلها حساب
فعلا مش عارفه