الثلاثاء، 22 يونيو 2021

أرتورو ‏رومان.. ‏والكراهية ‏الموجهة

حد شاف مسلسل Money Heist؟
أو لو هنقول اسمه الحقيقي الأسباني La casa de pepel.. ويارب أكون كتبتها صح؟
لو متابعه هتعرف أنا بتكلم عن مين.. ولو مش متابع هقولك اني هتكلم عن شخصية لزجة سئيلة مريضة وجبانة.. وواقعية جدا.
شخصية مكتوبة مخصوص عشان تكرهها.. برغم انه بالمقاييس العادية الطفولية يعتبر في الجانب الطيب اللي تبع العدالة وبيحارب الأشرار.
مدير دار سك العملة الأسبانية اللي حصل عليها هجوم من مجموعة لصوص هدفهم انهم يطبعوا فلوسهم بنفسهم واحتجزوا ٦٧ رهينة ومعاهم ترسانة أسلحة جيوش كاملة.
وكل اللي كان بيعمله انه بيحاول يقاومهم ويخرج الرهائن ويحقق بطولة ما.. حلو لحد كده؟.. يتكره ليه ده بقى؟
اتقل على رزقك..
على علاقة بالسكرتيرة بتاعته وحملت منه.. ولما قالتله الخبر تنصل منها لأنه متجوز وعنده ٣ أطفال!
مش عارف يختار بينها وبين مراته.. عاوز الاتنين بس مش عاوز مسئولية الطفل..في البداية على الأقل..
هتقاطعني وتقولي.. دي مسألة شخصية.. والمفروض نفصل بين الأخطاء الشخصية والتهديدات الإرهابية ومش سبب كافي اننا نكرهه..ممكن..
بس المسلسل ده قائم على الإنسانيات بشكل أساسي
العصابة اللي انت هتحبها وهتحب سلاحها عشان هتحب إنسانياتها.. هتحب علاقاتهم ومبادئهم وهتعيط معاهم.. هتتغاظ منهم لكن مش هتكرههم.
لكن ببساطة هتكره أرتورو رومان.. لأنه داس على الصورة الانسانية..
لما حب يعمل بطل استخبى ورا أي حد زي الجبان.. يحرض على الثورة وهو مش قدها.. نجحت كان بها.. مانجحتش هو مالوش دعوة.. حتى لو وسوس لطفل او طفلة.. حتى لو ضغط على أعصاب ونفسية الناس وأجبرهم انهم يعملوا اللي فوق طاقتهم.. حتى لو استغل سلطته وهدد الناس.
لما حب يعمل بطل ويهرب الرهائن أول حاجة فكر فيها أنه يسرق الفلوس اللي العصابة بتطبعها.. يعني حرامي كمان!!
مع أنه وظيفيا عارف ان الفلوس دي هتسبب تضخم للاتقصاد.. بس وهو مهتم ليه؟ مافيه عصابة هتتحمل كل المسئولية.
ولما حياته اتدمرت بعد ما خرج حب يعمل فيها بطل ومتحدث على المنصات.. لكن الدافع الوحيد له هو الغل.. الفراغ.. الجوع للبطولة.
السرقة دي حبسته جواها لدرجة ان العصابة لنا هجمت على بنك إسبانيا اللي فيه احتياطي الدولة من الدهب والأسرار كلها ماقدرش يمسك نفسك وهرب على جوه.. ببساطة مالوش حياة بره.
وحب يعمل بطل تاني.. بس بقذارة بقى.. وهعتبره قدامي وأقوله اللي في نفسي..
أولا.. والنبي.. عشان خاطري.. الكلام التحفيزي والهبل ده ماتديهوش لحد مش محتاجه عشان شكلك بقى عبيط قوي
ثانيا.. نفس الpattern القديم.. وسوس للناس عشان يعملوا اللي انت مش عارف تعمله.
بس لو عاوز تبقى بطل ياريت هرموناتك ماتخونكش وتخليك تتحرش وتغتصب وانت عامل فيها الصدر الحنين و تخدر ضحيتك.. وترجع تشكك في كلامها وتتهمها في عقلها وتتريق عليها.
ماتجرحش في الناس وتتهمهم انهم معندهمش الرجولة الكافية عشان يجعجعوا زيك ويبقوا عبط.
مونيكا سابتك زي مانت سبتها.. بس نفسيا بعد مافقدت مراتك.. اللي هجرتك واخدت العيال وماعرفتش تعمل حاجة زي العبيط.. بلاش تخرب عليها حياتها وتضغط عليها وتسببلها مشكلة بينها وبين دنفر.
م الاخر.. الدور مخليني عاوزه ادخل جوه الشاشة بسكينة واقعد اقطع فيه على مهلي..
وهكذا يا سادة.. السينما او المنصات عرفت تكرهنا في شخص المفروض انه مع الحق.. لما شخصنت الموضوع.
وانا كبني ادم متفرج عادي جدا شايفه المؤامرة قدامي ومبيوطة عادي وبكره اللي المفروض أكرهه لأن مش طبيعي اني اقعد أتفرج وأحلل ٢٤ ساعة.. منا بتفاعل وبنفعل وبعيش قصص .. وفي الاخر بدور على ساعة entertainment قدام نتفليكس.. وعادي جدا شايفه الاتجاه العالمي وهو بيعظم من أدوار الشر وبيحبب الناس في الشرير وبيطلع الطيبين وحشين .. وعارفه ان ده كله بغرض خطة ما وبلا بلا بلا كتير كده.
بس كل ده مش هيمنعني اني أحب العصابة الحرامية وأكره الحكوميين العالميين.. وأول من هكرهه
أرتورو رومان.


الجمعة، 18 يونيو 2021

عن الموتى.. والمنسيين.. وخشبات مسرح

 


حلمت بسيد زيان الله يرحمه

كان قاعد في مكان.. راجل كبير في السن.. مرهق، إجهاد السنين ووجع جهل الناس معلمين عليه.

سلمت عليه بفخر.. ورد السلام بفرحة.. قعدت معاه أديله شوية ونس.. وزي أي كبير في السن قعد يحكي عن ماضيه.

كلمني عن مسرحية ما عملها في شبابه واعتذرتله بخجل اني ما اعرفهاش مع وعد اني "أذاكرها".

كلام في الهوا.. بريح بيه روح إنسان

تاني يوم كان فيه مسابقة.. المسرحية دي أسئلتها.

وماعرفتش أجاوب.. كان يوم funfuna عادي

وبعدها قعدت مع صديقة من المدونين.. كانت بتلومني على شيء ما.. وبتفكرني بصديقة تانية كنا بننصحها زمان بنفس النصيحة.. وإزاي تقعي في نفس الموقف.. وأنا كنت بقولها ان اللي ايده في الميه مش زي اللي إيده في النار.. وخلص الحلم.

صحيت بفكر في سيد زيان.. وفي الناس اللي بتموت وحيدة.. منسية.. 

افتكرت اللحظة اللي عديت فيها من جنب محمد نجم الله يرحمه عند مستشفى أبو الريش الياباني لو كان دا اسمها.

راجل كبير في السن.. بيدور على المعرفة في عيوني، وانا حرمته منها.. كانت لحظة خاطفة وكملت طريقي مافكرتش أبص ورايا .. جايز هو عملها وجايز كمل طريقه.. مش متوقع ان واحدة من جيلي ممكن تعرفه.

لقيتني بدخل أدور على تاريخ وفاته.. طلع 2019.. اتصدمت بصراحة..

مات من سنتين اتنين !

كان عايش كل ده ومحدش يعرف.. محدش فاكره.. كنت فاكراه ميت من زمان قوي.. انا شفته في 2008 او 2009.. 

ياترى الوحدة هي اللي قتلته؟ هي اللي سببتله السكتة الدماغية؟ ولا الألم؟

افتكرت بعدها " محمد أبو الحسن".. اللي ماكنتش فاكره اسمه وعارفاه انه " شفيق جوز فوزية في مسرحية سك على بناتك"

اتعمل معاه حوار وكان متفاجئ ان الناس لسه فاكراه وما افتكروهوش مات..

انا ماافتكرتش اسمه إلا دلوقتي.. وعشان أعرف عايش ولا ميت لازم أدخل أدور.

وانا بدور على محمد نجم.. عدى من قدامي اسم مسرح فريدة سيف النصر

سرحت في فكرة.. هو امتلاك مسرح خاص أيام زمان كان سهل قوي كده؟ ولا الناس اللي عملت مسارحها الخاصة دي كانت ناس كبيرة قوي.

محمد نجم كان عنده مسرح.. فريدة سيف النصر.. جلال الشرقاوي.. وأخر حد كان عنده مسرح كان عادل إمام بمسرح الزعيم.

هل فترة الإيمان بالمسرح راحت مع الثورة؟ 

بشوف محاولات إحياء للمسرح بس مش حاسه ان الناس مهتمة زي زمان.. وكأن الأيام دي ولت

حاجة متحفية تتفرج عليها من بعيد لبعيد أو تتعلم منها قبل ما تخش مجال التمثيل السينمائي أو التليفزيوني.. أو تضيع فيها وقتك في فرق الجامعة قبل ما تتخرج وتواجه الدنيا.. ولو حبيت تكمل هتبقى من الناس في الفئة رقم اتنين.

معرفش.. بس بقيت حاسه ان المسرح دلوقتي بقى من التراث.. والمجد للـ streaming والأونلاين.. أنا حتى ما بشوفش تليفزيون.

وكمان افتكرت.. سامي مغاوري.

لحظة شفته فيها في الأوبرا.. كان بيبصلي.. يمكن مستنيني أسلم عليه.. أنبسط اني شفته.. بس ماعملتش كده.

وكأني أكبر من اني أبين مشاعر فرح أو انبهار بحد مشهور.. أو شايفه اني كده تقيلة وكوول..

ونسيت ان الناس دي أهم حاجة عندها انهم يحسوا بالحب.. نظرة الحب والتقدير من جمهورهم.

ماعرفتش ده إلا لما اتحطيت في مكانهم .. ووقفت على مسرح واستنيت الحب.

بقالي كتير عندي الاحساس ده.. اني حاسه اني مديوناله باعتذار.. وحب.. وكلمة شكر.

انت مارد وشوشني اللي ماحصلش ولا هيحصل زيه.. انا بحبك.. بقولها حتى لو مش هتوصلك.


من الناس اللي كنت فاكره اني شفتها برضو.. حسن عابدين.

يمكن لحد ربع ساعة فاتت كنت مصدقة اني شفته بشحمه ولحمه.. لحد لما عرفت انه مات سنة 1989..

أكيد ماكانش هو.. ممكن يكون شخص شبهه.. أو ممكن يكون هو!

عمرك صدقت انك ممكن تشوف شخص ميت ماشي في الشارع؟ أو قاعد قدامك؟

ممكن يكون لابس شخص تاني.. مش زي تلبيس الجن.. جايز مش عارفه أشرح قصدي.. بس..

حصلت معايا قبل كده.. واقفه على مسرح وبغني.. وشفت من الحضور جدتي الله يرحمها.. هي.. بابتسامتها.. وفستانها الازرق

تنحت وفضلت باصالها.. ويمكن الناس أخدت بالها

وبعد الحفلة نزلتلها.. لقيتها واحده تانية.. بفستان أصفر.. ونظارة.

معنديش تفسير منطقي.. جايز Illusion عادي جدا.. بس جايز أنا اللي مش عايزه أفسره كده

جايز عاوزه أصدق انهم موجودين حوالينا وبيتواصلوا معانا

أو أنا فعلا مصدقة كده.


وبعد كل ده.. ماعرفتش أنام تاني.. غالبا اتمرنت بوزن زايد أكتر من اللازم.. أتمنى ما اكونش سببت لنفسي مشكلة.