الثلاثاء، 28 مايو 2013

عودة


قررت أسيب عالم الفيس بوك الصاخب المبهرج الزحمة دا لفترة
وأرجع لبيتي القديم
مدونتي اللي اهملتها كتير وهجرتها إلا كل فين وفين

ميزة البيوت المهجورة ان ماحدش بييجي عليها كتير
مدق غير مطروق ماحدش يعرفه او ماحدش يتوقع انك ترجعله وتستخبى فيه شوية من معارك الحياة
محتاجة لشوية هدوء وترتيب افكار
محتاجة أولي المدونة شوية اهتمام تستحقه

محتاجه استرجع حاجات معينة
واولهم.. شتات نفسي

معرفش ليه


معرفش ليه
بنبقى احيانا اغبيا
طريقنا مليان علامات
ومع كده بنتوه
ونغلط فى الاتجاه
معرفش ليه بنعاند نفسنا
شايفين قدرنا وحاسينه
ومع كده بنحاول
نعوم وسط التيار
وفي الاخر نتكسر
نتعب
ونغرق في صمت
معرفش ليه
عندنا امل زائف اننا هاننجو
واننا هانطلع من الحادثة بسلام
لمجرد ان احنا هو احنا مش اى حد تاني
وكأن ف ايدينا عصاية الساحر
او صدقنا نفسنا
ان احنا بطل الفيلم
بجد معرفش ليه
بنعمل كده ف نفسنا
وبنزعل قوي
لما تيجي الضربة تفوقنا
وياريتنا نفوق

معرفش ليه

فاكس!!!


فاكس!!!
كلنا فئران تجارب في نفس المختبر
كلنا مسيرين مش مخيرين
كلنا واقفين على نفس الشعرة
وهانتاخد النهاردة ولا بكرة
عشان الاختبار
كلنا هاتعدي علينا نفس الظروف
حقن عضلات
كهربا.. كيماويات
أو حتى تشريح.. سلخ .. تمثيل بجثة
ماحنا مجرد فئران
مش مهم من حياتها وموتها غير تفاعل هايهم بني البشر
السادة الارقى مرتبة من وجهة نظرهم
كله فاكس
قوانين الحياة
قوانين الدنيا والكون
ماعادتش تفرق هى ايه
او رايحة لفين
طب يمين او شمال
كله فاكس
دى حلقة فيها بندور وهانرجع لنفس الطريق
فاخلاص بقى

كله فاكس

الثلاثاء، 7 مايو 2013

فعل الأنوثة الأولي



اقرأوا معي هذا المشهد
طفلة صغيرة تلعب الـ "سيجه" مع جيرانها فوق سطح بيتهم
تمرح.. تضحك.. تحتدم المنافسة بينها وبين جارها الصغير، تجلس "عفاف" على الأرض متربعة تولي اهتمامها للمباراة امامها.. وإذا فجاة تشعر بشيء ما يسيل منها
دماء تلوث ثيابها.. تنساب من بين ساقيها لتلوث رقعة السيجة.. الاطفال يصرخون.. انها تبول دما
يركض الطفل الساكن في الطابق اسفل السطح ليحضر اباه، ويفهم الأب ماحدث بنظرة واحدة.. يهدئ من روع الطفلة ويحملها لدارها
تستقبلها الأم بعدما سمعت القصة من أفواه الاطفال الذين رددوها على الجميع الف مرة.. انها تبول دما.. والطفلة مذعورة مذعورة.. تشعر أنها ارتكبت خطأ.. أفسدت شيئا في جسدها لا تعلمه.. تبكي بحرقة الصدمة الأولى التي وارتها عنها امها.. امها التي بدت على شفتيها ابتسامة خفيفة.. ولسان حالها يقول: مرحبا بك في عالم الموصومين.
تركها الجار في دارها وولى دونما كلمة واحدة.. عندها خرج الاب من الحمام بصابون الحلاقة يغطي نصف ذقنه، يبدو كشيطان آت من الجحيم
"يابنت الكلب".. وهو يخلع الخف من قدمه
"يابنت الكلب".. وهو يحاصرها فى ركن الحجرة
"يابنت الكلب".. وهو ينهال على وجهها وصدرها وكل ماطالته يداه بالخف
والطفلة تصرخ وتصرخ.. كل ما تبادر في ذهنها أنها افسدت شيئا لا يمكن اصلاحه.. انها تعاقب على مالم تعلم بعد ماهو
تحاول الام أن تذود عنها.. فتنالها الضربات
عاقبها الأب لأنها ارتكبت فعل الانوثة الأولي أمام شهود من الذكور
ذكور شهدوا فضيحة خروج طفلة من عالم اللامحدودية إلى عالم تحديد الهوية الجنسية..
تلك الهوية التي مافتئ البعض يتمنون لو اختفت من على ظهر البسيطة.. حبسا أو كبحا أو قهرا أو وأدا.. لا فارق..
كانت تعاقب المسكينة لأنها ولدت انثى
كان هذا المشهد وصفا لاحدى مشاهد رواية "السنجة" للعظيم احمد خالد توفيق
لا أدري لم اثار هذا المشهد حفيظتي للكتابة
أشعر بألم الانثى المغدورة عشر مرات على الاقل.. مغدورة في حقها للمعرفة، ومغدورة في معاقبتها على أنوثتها، ومغدورة في كافة فصول حياتها الآتية وحتى مماتها.. حين علمت أنها انثى بالطريقة الصعبة.

أقرأ هذا وأتذكر .. كيف كانت صدمة أنوثتي الأولى
أذكرها تلك الليلة.. أرتدي ثيابي السود التي فرضها علي هذا المجتمع المغلق استعدادا للذهاب إلى الحديقة.. غدا يوم عطلة وهذا هو المتنفس الوحيد لنا كعائلة.
لم أشعر بأي شيء.. فقط دخلت دورة المياة قبل ان أترك المنزل، وهناك رايت دلائل اكتمال أنوثتي الاولى تتبدى على استحياء
لم أصدم.. لم ارتبك.. بل والحق يقال كنت في انتظار تلك اللحظة.. بعد عمليات الاعداد النفسي التي خضعت لها على مدى عام كامل -  مذ أن لاحظت استطالة جسدي وانفجار وجهي بتلك الزوائد السخيفة التي تزيدني بشاعة - على يد أمي ومعلمتي بالمدرسة.
كان حديثنا نحن فتيات المدرسة يتحاشى دائما مثل تلك الأمور، وإن حاولت معلمة التربية الدينية أن تمهد لهذه المرحلة من حياتنا بشكل منهجي مطمئن، تصاعدت صيحات الاستنكار.. حتى أن من كانت تستقبل دروس المعلمة بجنان ثابت أمسى ضدها دليل إدانة لا يقبل الشك أنها صارت موصومة بفعل الانوثة الاولي.
كان يسيطر علينا الخجل.. رهبة الانتقال من عالم الطفولة اللامحدود إلى عالم يتم تصنيفك فيه حسب هويتك الجنسية..  عالم آخر لم ندر كنهه بعد، تتحفظ الامهات والشقيقات الكبريات حال الحديث عنه.. الكثيرات لو لم يتم إعدادهن في المدرسة كما حدث معي لصارت صدماتهن عنيفة للغاية كصدمة طفلتنا المسكينة "عفاف".
أتذكر يومي الاول.. ناديت أمي لأخبرها.. تقبلت الأمر ببساطة وكأنه شيء يحدث كل يوم، أعطتني ما يقي ثيابي من الاتساخ، وقالت هيا إلى الحديقة.
ذهبت حينها وكل ماكان يسيطر على عقلي فكرة واحدة.. أنا لم أعد طفلة.. ماذا سافعل؟... ماهو احساسي الان؟؟
هل ستعاف نفسي اللعب مع اصدقائي في الحديقة هذا اليوم؟؟.. هل ستقودني قدماي لا إراديا حيث تمجلست حلقات الكبار لأحذو حذوهن؟
هل سأستمتع مثلهن بجلسات النميمة والجلوس متخشبة لعدة ساعات على البساط الأرضي فوق أعشاب الحديقة؟؟
أقلقتني هذه الفكرة... أريد أن ألعب.. أريد أن أركض.. أريد أن أذهب حيث شئت وأتعارك مع الصبية.. كيف سافعل هذا اليوم وقد غدوت فتاة كبيرة؟.. هل سأضحي بكل مباهج حياتي الآن؟... كلا؛ إن هذا لن يكون.
وحينها اتخذت قراري حالما وصلت إلى الحديقة.. ركضت كما لم اركض من قبل، لعبت كل الألعاب التي طالتها يداي وقدماي، كان نشاطا مبالغا فيه فقط لأثبت لنفسي أن الطفولة اختيار.. وقد كانت هي اختياري.
وان لم يمنعني هذا من الاستمتاع بممارسة دور الناضجة على بقية الأطفال.. حين جمعتهم في حلقة كما الكبار.. لأقص عليهم قصص الأشباح والعفاريت وما يشاع عن مدرستي من وجود جثث متحللة تطوف الطرقات الخالية ليلا..
كنت سعيدة بشكل ما.. واثقة من نفسي، طمأنتني أمي حينما تعاملت معي بهدوء وبساطة.. فقط افعلي هذا واحذري من ذاك.. وحين دار كوكبنا حول نفسه عدة مرات آذنا باختلاف الحال.. علمتني أمي كيف أتخلص من آثار فعل الأنوثة الأولي.. كنت سعيدة بانتهاء التجربة.. حتى أنني أوصيت أبي يومها عدة مرات ألا ينسى أن يوقضني لصلاة الفجر كما اعتاد منذ بلوغي سن المدرسة.
تمر الأشهر.. وألاحظ تدريجيا الاختلافات تطرأ على سلوكي.. صرت أثقل حركة، وأكثر ميلا للهدوء.. وكل ماكنت اخافه وأهابه من افتقادي للعب مع الصبية في الحديقة اصبح مرحبا به في حياتي الجديدة.. اختلفت صداقاتي وإن لم أتخلص تماما من الطفولة الكامنة بداخلي..
اتذكر هذه المرحلة من عمري الآن وأنا على أعتاب نهاية عقدي الثالث.. كبيرة؛ أجل.. ناضجة؛ ربما.. عاقلة؛ لا أتوقع هذا كثيرا.. لكني أعلم أن بداخلي لازالت تلك الشيطانة الصغيرة التي تهوى الركض والقفز والمشي على الأسوار وإخافة الصبية بحكاياتها عن العفاريت
هل يتقدم بي العمر للامام أم يعود للخلف؟؟
حقيقة لا ادري ولا اهتم.. المهم أنني سعيدة
سعيدة بنفسي .. حتى لو نظر لي العالم على أني موصومة بعار الانوثة.. لن أهتم
فمنذ متى اهتمت الشمس بشهيب اخترق غلاف جوها.. بل أحرقته !!
قد يعترض الكثير على مثل هذا المقال.. قد يصرخ البعض بوجهي.. مافائدة الكلام في مثل "هذه الأشياء"؟؟؟.. نحن مجتمع محافظ لا يجوز أن نصرح بمثل "تلك الأشياء" الفاضحة على الملأ.
حينها سأجمع كل هؤلاء في زاوية ما.. لأضع عليهم بطاقة كتب عليها: هؤلاء هم السبب.. حاكموهم بذنب "عفاف" وكل عفاف تعيش في عالمنا
فما ذنب لنا إلا أن تواجدنا على ظهر الأرض مع أمثالهم في نفس التوقيت.

الاثنين، 6 مايو 2013

الشيطان اخره وسوسة




من فترة طويلة مش فاكره كام سنة بالضبط.. والدتي حكتلي عن قصة واحده حكتهالها عن شخص متجوز هي بتحبه – الواحدة اللي بتحكي لأمي – كانت جايه بتحكيلها وفرحانه ان الراجل ده طلق مراته
ليه بقى؟؟
اصل هو كان مسافر في مأمورية شغل والست كانت بتخاف تبات لوحدها راحت جايبه واحد زميلها في الشغل يبات معاها!!
قام الجيران اتصلوا بجوزها اللي جه جري على البيت وكانت فضيحة بجلاجل ورمى عليها يمين الطلاق
ساعتها سألت أمي: هو شافهم في وضع مخل؟؟
بصتلي على اساس اني المفروض ما اسألش سؤال بديهي زي ده... بس قالت: هي ماقالتش بس الست آل ايه بتخاف تبات لوحدها.. هى اللى جابته لنفسها، أكيد طبعا كان لازم يحصل حاجة.. ما اجتمع رجل وامرأة......
نبعد شوية عن الموقف الصريح وخليني ادخلكم معايا في الجو الفلسفي اللي وصلتله من الموضوع
مبدئيا انا مش هاقول ان موقف الزوجة دي صح ولا غلط.. مش مشكلتي ومش هاقول غير انها حطت نفسها في موضع شبهة مالوش اي تلاتين لازمة لو كانت فعليا نيتها صافية – واحسبها كذلك لأنى مش بحب افكر في الاحتمالات الأسوأ – ومش هاتني كلمة على موضوع وكان الشيطان ثالثهما لأنه أكيد كلام صحيح
بس لما يكون الشيطان ثالثهما.. هل ده معناه انه خلاص بقى امر مفروغ منه وغصب واقتدار ان يحصل بينهم "شيء مخالف"؟
بسرح بخيالي في غرفة فيها اتنين زي العرايس في حجم الكف ممسوكين في ايدين شيطان أحمر بقرون وديل زي ما بتصوره افلام الكارتون وهو عمال يحركهم زي ما كنا بنحرك العرايس وهما صغيرين ويمشيهم وينططهم ويقربهم لبعض
شكلها مش لايق .. مش كده؟؟
عشان فعليا مش ده اللي بيحصل
اللي بيعمل اي حاجة فى الدنيا بيعملها بإرادته الحرة.. ممكن يكون تحت كم لا نهائي من المشاكل والضغوط وحواليه وساوس النفس والشياطين اللي فى العالم
لكن فى الواقع مين اللي اتحرك؟؟.. مين اللي اتقدم.. مين اللي لمس؟؟.. مين اللي مسك الطبنجة وضرب النار على الثوار.. مين اللي مسك السكينة ودبح صاحبه عشان خمسه جنيه.. مين اللي اغتصب ومين اللي اتحرش؟؟
ارجوكم عيب نرجع الموضوع للقوى الخفية والضعف البشري
وعشان خاطري اوعى حد يقول دا قدر ومكتوب.. احنا مسيرين في الدنيا
اه احنا بشر واه احنا ضعاف.. بس احنا عندنا إرادة هي اللي بتخلينا بشر مكلفين
عندنا عقل من غيره يسقط عنا التكليف زى الحيوانات والمجانين - وماحدش يتضايق اني حطيتهم في خانة واحدة.. ياللي هاتتضايقوا المفروض تتضايقوا من نفسكوا انكم مش فاهمين الاتنين صح وكل فكركوا عنهم من الأفلام - 
ولو على منطق مسير ام مخير فانا مؤمنة إيمان كامل اننا مخيرين في كل حاجة في حياتنا
اه احنا مخيرين في اننا نعيش حياة من ضمن نطاق واسع من الاختيارات محدود داخل إطار محدود ببشريتنا احنا مسيرين جواه
ايه ... الكلام كبير؟؟
زي كده ديموقراطية محمد صبحي.. انت من حقك تختار أي طريقة انت عاوزها عشان تنفذ بيها اللي انا عاوزه
انت مخير.. من ضمن اختيارات على اتساعها محدود ببشريتك انت
انت مخير بين انك تكسب فلوسك بالحلال او تسرق عشانها او تنصب او تلاقيهم فى الشارع.. بس فى النهاية انت مسير فى ان مبلغ من الفلوس جالك النهارده
انت مخير عشان كده بتتحاسب
وضحت كده
ربنا عشان يخفف الحمل من علينا ادانا الفرصة ورا الفرصة.. اعمل الغلط وتوب.. انت مش بنى ادم لو ما غلطتش
انا خلقتك يابن ادم عشان تغلط وتضبش وتجرب وتقع وتقوم وتبتكر وتعمل كل حاجة انت تقدر عليها في اطار بشريتك اللي انا محددهالك
ولو ماعملتش كده هاجيب غيرك عشان يغلط ويسألني اني اغفرله
الخطأ صفة بشرية .. والمغفرة صفة إلهية
ودي اجمل حاجة فيها
تخيلوا لو كانت المغفرة في ايد بني ادم كان ايه اللي حصل ؟؟ J
يبقى خلينا نرجع تاني للقصة اللي كانت بتتحكيلي.. بكل الشماتة وسوء النية تجاه قصة حصلت اخدنا فيها دور القاضي والجلاد
وحكمنا غيابيا بثبوت التهمة مع سبق الاصرار والترصد والوصم والبصم انه حصل المحظور وكل واحد وخياله

وكلهم نسيوا او تناسوا......... ان الشيطان آخره وسوسة